شهدت السودان تحولًا كبيرًا في كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي خاصة في ظل الأزمة السياسية الأخيرة. أصبحت منصات مثل فيسبوك، تويتر، وإنستجرام ساحة مفتوحة لتبادل المعلومات والأيديولوجيات السياسية بين المؤيدين والمعارضين في النزاع المستمر. بعد استئناف الحرب، وجد المواطنون والسياسيون أنفسهم معتمدين بشكل متزايد على هذه المنصات لبث آرائهم وأفكارهم ولإرسال رسائل تأييد أو معارضة لما يحدث في الشارع السوداني.
في ظل الانقطاع شبه الكامل للاتصالات التقليدية بسبب انقطاع الإنترنت أو تقييد الوصول إليه، تعتبر هذه الشبكات مساحة حرة للنقاشات الجماعية. كما تحولت السوشيل ميديا من منصات للترفيه إلى منصات سياسية يتبادل فيها الأطراف المختلفة المناورات السياسية والتغطيات الإعلامية للتحركات العسكرية من مناطق الصراع.

أدى الوجود المتزايد لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى استفادة الأطراف المتصارعة من هذه الأدوات لأغراض دعاية سياسية. السياسيون والجماعات الموالية لهم بدأوا باستخدام السوشيل ميديا لنشر معلومات معينة تهدف إلى التأثير في الرأي العام، وتوجيه نظرة الناس نحو مواضيع معينة قد تحرف الأنظار عن ما يحدث في مناطق أخرى من الصراع. في هذا السياق، أصبحت السوشيل ميديا ساحة مفتوحة للتضليل الإعلامي وتحقيق أهداف سياسية محددة.
تم استخدام الأخبار المزيفة والشائعات لتأجيج الاحتقان في الشارع السوداني وزيادة الاستقطاب الاجتماعي. خصوصًا في المناطق التي كانت تشهد اشتباكات مستمرة بين القوات العسكرية، استخدمت الأطراف تلك الشائعات لتعبئة الجماهير، ودفعها إلى اتخاذ مواقف تتناسب مع مصالحهم. الأمر الذي يساهم في تقسيم الشعب السوداني، وزيادة الأجواء المتوترة في وقت حساس.
@quran_mr88 سبب فرض العقوبات الأمريكية على قائد الجيش عبدالفتاح البرهان #البرهان #حرب_السودان #عقوبات
♬ BBC News Main Theme – Memento Mori
وعلى الرغم من سلبيات استخدام وسائل التواصل في صراع السلطة، استطاعت العديد من الحركات السياسية المعارضة والقوى المؤيدة للديمقراطية في السودان توظيف هذه المنصات من أجل توصيل رسالتها للعالم. استخدم الناشطون الشباب والمجتمع المدني هذه الفضاءات لدعوة المجتمع الدولي للضغط على الأطراف المتصارعة من أجل إيجاد حل سياسي عاجل. وقد أظهرت منصات مثل تويتر وفيسبوك قدرة على تسليط الضوء على الانتهاكات التي تحدث بشكل يومي في مناطق النزاع، وطلب الدعم من المنظمات الحقوقية الدولية.
إضافةً إلى ذلك، صارت منصات السوشيل ميديا وسيلة أساسية لتوثيق الأحداث على الأرض والاحتفاظ بالذاكرة السياسية للبلاد. من خلال تغريدات وتصريحات مباشرة، يمكن للمواطنين في السودان نشر فيديوهات وصور حية توضح تطورات المواجهات والمعارك في مناطق الصراع، الأمر الذي يعزز من التأثير الخارجي ويوثق أضرار الصراع للمنظمات الإنسانية والدول الأخرى.