في ظل الأزمة الحالية في السودان التي تشهد صراعًا مستمرًا، أصبحت منصات السوشيال ميديا إحدى الأدوات الرئيسية المستخدمة في توثيق الانتهاكات الإنسانية التي يتعرض لها المدنيون. من خلال فيديوهات قصيرة، تغريدات، وصور مؤلمة، يقدّم المواطنون السودانيون يوميًا لمحة حية عن معاناتهم. السوشيل ميديا شكلت مساحة هامة للحديث عن آثار الصراع على حياة المواطنين ومساعدتهم في إيصال معاناتهم إلى العالم بأسره.
من خلال هذه المنصات، تكشفت العديد من الحالات الكارثية مثل تدمير المنازل، النزوح الجماعي، وفقدان الأرواح. كما نُشرت عدة تقارير مصورة حية عن المستشفيات التي تعاني من نقص شديد في الإمدادات الطبية والمرافق الصحية، في الوقت الذي تفشل فيه المساعدات الدولية في الوصول لمناطق النزاع الرئيسية.


إلى جانب الجهود المبذولة من الأفراد لنقل الأخبار، فإن الشبكات الاجتماعية أصبحت ساحةً حاضنة لنشر الدعاية السياسية خلال النزاع. الطاقم الإعلامي لجماعات مسلحة أو حكومية عمدوا إلى استخدام منصات مثل “تويتر” و”فيسبوك” لبث رسائل دعائية وأحيانًا كاذبة تستهدف تشويه سمعة الأطراف المعارضة. وفي الكثير من الأحيان، تم استخدام هذه المنصات لتجنيد عناصر مسلحة وتوجيه حملة من الضغط عبر تعليقات وتغريدات مؤيدة لأجنداتهم العسكرية.
علاوة على ذلك، أصبح من السهل جدا تعطيل الوصول إلى هذه الشبكات بواسطة تقنيات الكبح الرقمي من قبل أطراف النزاع. قطعت حكومات وأطراف مسلحة الإنترنت عن بعض المناطق خلال فترات معينة من أجل عرقلة إرسال المعلومات وتعطيل خدمات التواصل، مما يجعل الوصول إلى الأخبار وبيانات حقوق الإنسان أمرًا صعبًا للمجتمع الدولي. تأثير هذه الإجراءات على التضليل الإعلامي والتعتيم كان له تبعات كبيرة على مجريات الحرب.
@warofsudan نهب السوق المحلي
♬ original sound – حرب السودان – حرب السودان
من جهة أخرى، ساعدت الشبكات الاجتماعية في إثارة الاهتمام العالمي بكارثة السودان الإنسانية. وبفضل الحملة الإعلامية الواسعة عبر منصات مثل تويتر وفيسبوك، أصبحت الأزمة السودانية موضوعًا شائكًا يحظى باهتمام وسائل الإعلام العالمية. الإعلام المحلي والعالمي بدأ ينقل القصص المفجعة التي تصاحب الصراع وأثرها على الشعب السوداني، متجاوبًا مع نشر مقاطع الفيديو التي توثق قتل المدنيين وتدمير البنية التحتية.
كما أثارت هذه المنشورات مكالمات دولية للحصول على مساعدات إنسانية وإدانة الأعمال العسكرية التي تستهدف المدنيين. وعلى الرغم من أن الاستجابة الدولية لاتزال بطيئة، فإن قوة المجتمع العالمي وارتفاع أصوات الضغط من خلال السوشيل ميديا قد تكون بمثابة خطوة لإعادة الضغط على الحكومات لإيجاد حلول عاجلة.
